الجولة الثانية من الأنشطة الميدانية ضمن مشروع ‹بعيدين عنكن بخطوة› في قرى تربى سبيه

GAV – تربى سبيه

استأنف فريق منظمة (GAV4RD) جولات الأنشطة الميدانية في قرى (نبوعة، حلوة الشيخ وفارس كبير) التابعة لمدينة تربى سبيه بتاريخ 21/04/2018، ضمن مشروع ‹بعيدين عنكن بخطوة›، الذي كان قد انطلق مع بداية شباط / فبراير الماضي.

وبدأت الأنشطة الميدانية فور الانتهاء من الجولات التحضيرية إلى القرى المستهدفة ضمن أرياف الحسكة، الدرباسية وتربى سبيه، والتي زودت فريق البرامج في المنظمة بدراسة متكاملة عن أوضاع تلك القرى من النواحي الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وإعداد فريق الطلبة المتطوعين وإشراكهم في ورشات حول المحاور التدريبية الثلاثة (مهارات التواصل، المهارات الإدارية والمهارات الفنية والثقافية).

وساهمت تلك الورشات والتدريبات التي خضع لها الطلبة المنحدرين من مختلف مكونات المنطقة (كرد، عرب وسريان) إلى جانب عدد من النازحين المحليين في الفريق، على إنتاج عبارات تعبر عن السلام، واستخدامها كبروشورات وملصقات على سيارات الحملة، لتساهم بدورها في إيصال رسالة المشروع إلى أهالي المدن التي عبرتها تلك السيارات. ومن تلك العبارات (السلام لا يولد في المؤتمرات بل في قلوب الناس وأفكارهم، بالاتفاق ندرك نصف الحقيقة، بالاختلاف ندرك نصفها الآخر، وغيرها من العبارات).

حلوة الشيخ: قرية كردية، تقع على بعد 6 كم شرقي تربى سبيه و 22 كم غرب قامشلو، وتشتهر بزراعة القمح والشعير، وانتشرت فيها مؤخراً زراعة الكمون والكزبرة. ويعود أصل تسمية القرية إلى طبيعتها الخلابة، قبل أن تضاف كلمة الشيخ إليها بعد أن سكن فيها العلامة الشيخ إبراهيم الحقي، ولا يزال مسجده موجوداً في القرية، إلا أن أهالي القرية يعانون من مشكلة صحية ناجمة عن انتشار الحراقات (التكرير البدائي للنفط ومشتقاته).

فارس الكبير: قرية عربية، تقع على بعد 8 كم جنوبي تربى سبيه، وعلى بعد 7 كم جنوب شرقي بلدة تل معروف، وتعرف هذه القرية باسم الفارس الكبير نسبة إلى أحد شيوخ عشائر الطي والمعروف (بفارس عبد الرحمن) وهو والد، محمد الفارس شيخ عشيرة الطي حالياً. وتشتهر القرية بزراعة القمح والشعير، ومثّل انتشار الحراقات اليدوية الصنع لإنتاج مشتقات النفط، مأساة حقيقية لسكان هذه القرية جراء آثار الدخان الذي  قد يكون مسبباً رئيسياً للكثير من الأمراض.

نبوعة: قرية عربية، تقع على بعد 7 كم جنوب تربى سبيه، و 6 كم جنوب شرقي تل معروف، ويعود أصل تسميتها إلى وفرة الينابيع في القرية، ويشتهر أهلها بزراعة القمح والشعير.

تمكن فريق المنظمة من إيصال فكرته عبر المجتمع المصغر الذي تقاسموه ضمن فريق واحد خلال شهرين كاملين من التدريبات والأنشطة، تبادلوا خلالهما وجهات نظرهم الثقافية، وكونوا علاقات صداقة بينهم، ونقلوا تجربتهم الصغيرة هذه إلى الأهالي في القرى المستهدفة، مؤكدين على ضرورة الوقوف معاً يداً بيد لتعميمها وتحويلها إلى ثقافة مجتمعية.

ونفذ فريق المنظمة مجموعة من الأنشطة الهادفة إلى تعزيز العلاقات بين المكونات في المنطقة، تدعو إلى السلام بينها ونشر ثقافة تقبل الآخر، إذ تبادل الفريق الألبسة التراثية الخاصة بالمكونات (كرد، عرب وسريان)، والتي عبرت وحملت مفهوم تقبل الآخر، كما انقسم الفريق إلى مجموعات لتنفيذ نشاط “زيارة منازل الأهالي”، الأمر الذي ساعد الفريق والأهالي على التعرف على بعضهم البعض.

وكانت اللقاءات مع الأهالي محوراً أساسياً في معرفة المشكلات والخلافات، والسبب في تحديد العلاقات وبقائها في إطار العلاقات الاقتصادية والتجارية والتي هي بالأساس محدودة، فلم يلحظ الفريق إلا وجود علاقات حقيقية محدودة بين بعض الأهالي من مختلف المكونات، والتي تعود معظمها إلى عوامل تجارية أو الدراسة وغيرها.

وطرحت خلال جلسة الحوار والنقاش مع الأهالي في القرى المستهدفة، بعض المشاكل التي تم تداولها بشكل تفاعلي، والتركيز على ضرورة فتح قنوات التواصل مع أهالي القرى المجاورة من المكونات الأخرى، وعدم ربط التعامل بين المكونات في جانبه الاقتصادي وحسب، بل تضمين ذلك مواضيع الثقافة والتاريخ والعلاقات الاجتماعية، وعدم السماح للخلافات بتفكيك النسيج الاجتماعي الممتد لمئات السنين.

وبعد الانتهاء من نشاط جلسة الحوار والنقاش، استعد الفريق للفقرة الفنية، والتي تضمنت تقديم عروض للدبكات الثلاث (السريانية، الكردية والعربية)، وسط تفاعل الأهالي الذين شارك الكثير منهم أعضاء الفريق في أدائها، قبل الانتقال إلى الفقرة الغنائية التي شملت تقديم أغان فلكلورية للمكونات الثلاثة، ثم تلى ذلك تقديم العرض المسرحي الذي يحمل فكرة مشروع “بعيدين عنكن بخطوة” المتمحورة حول السلم الأهلي والعيش المشترك.

هذا ونفذ الفريق بعد اختتام العروض نشاطاً ترفيهياً خاصاً بالأطفال، تضمن تنظيم مسابقات بينهم وتوزيع بعض الهدايا عليهم، قبل أن يتم إغلاق البرنامج بأداء دبكة جماعية شارك فيها الأهالي.

وعلى الرغم من التنوع الإثني الذي يميز منطقة تربى سبيه إلا أن الفريق لاحظ وجود معوقات في التواصل بين المكونات، وذلك بسبب الظروف التي تمر بها البلاد منذ عام 2011، ما خلق نوعاً من الانغلاق على البيئة الخاصة بكل مكون. وعلى إثره حث الفريق الأهالي في تلك القرى على ضرورة بناء العلاقات الاجتماعية من جديد، وحل الخلافات القائمة بتقبل الآخر والاختلاف واعتبارهما حالتين صحيتين موجودتين في جميع المجتمعات. وبذلك يكون الفريق قد أنهى جولاته في ست قرى من أصل ثماني ضمن خطة الأنشطة في ريف تربى سبيه.

الجدير بالذكر أن فريق منظمة (GAV4RD) مستمر في تنفيذ جولاته في قرى ريف تربى سبيه، ومن المتوقع أن تنتهي المرحلة الأخيرة من المشروع في 26 نيسان / أبريل الجاري.