تدريبات بازار تمنح رشا وجنان فرصة لتغيير مسار حياتهما

التحقت رشا أحمد عساف (30 عاماً) بعملها الجديد في إحدى ورش الخياطة في مدينة الرقة بعد مرور نحو شهر على بدء تدريبات المرحلة الرابعة من مشروع (بازار) الخاص بتطوير مهارات النساء في هذه المهنة. 

لم يكن الحظ حليفاً لرشا في العثور على فرصة عمل لإعالة أسرتها المؤلفة من ستة أفراد إلى جانب طفلتها الوحيدة، لكن الأمور تغيرت منذ التحاقها بورشة (بازار) للتدريبات المهنية التي انطلقت في الرقة لتأهيل النساء مهنياً ومساعدتهن في العثور على فرص عمل.

تقول رشا إنها باشرت بالعمل في ورشة محلية للخياطة إثر اتقانها مهارات وفنون الخياطة والتفصيل وذلك بعد التحاقها مع زميلاتها بورشة التدريب المهني في سياق المرحلة الرابعة من مشروع (بازار).

استهلت رشا رحلة العمل بخطوات صغيرة، إذ بدأت بتفصيل وخياطة الملابس والأزياء اللازمة لأفراد أسرتها وخصوصاً ابنتها الصغيرة، وهو ما ساعدها على حد قولها في توفير مزيد من المال الذي كانت تضطر لصرفه في شراء الملابس باعتبارها احتياجات أساسية لا غنى عنها.

ثم انتقلت رشا للعمل في ورشة خياطة محلية بعد تطور مهاراتها واكتسابها الثقة اللازمة منذ التحاقها بورشة التدريب المهنية، قائلة إنها تمضي وقتاً ممتعاً وهي تلبي طلبات الزبائن المختلفة، ناهيك عن إحساسها بالاستقرار المادي لأول مرة، على حد تعبيرها.

أما جنان العليان (35 عاماً) التي وجدت نفسها معيلة لأسرة مكونة من ثمانية أفراد بعد وفاة زوجها في أحد المعتقلات السورية، فبدأت رحلة جديدة منذ التحاقها بورشة التدريبات المهنية للنساء ضمن مشروع (بازار). 

تقول جنان التي أجبرت على النزوح مراراً خلال سنوات الحرب إنها عثرت على طريقها الجديد منذ لحظة التحاقها بورشة تدريبات الخياطة، والتي مثلت بالنسبة لها فرصة لإعادة تصويب حياتها مجدداً. 

ووفقاً لجنان التي تعمل حالياً على تلبية طلبات الزبائن المختلفة، فإن العامل الأساسي في حدوث هذا التغيير كان برنامج ورشة التدريبات المهني الذي طوّر من مهاراتها في تصميم وتفصيل وخياطة مختلف أنواع الأزياء. 

وانطلقت التدريبات العملية في مهنة الخياطة  في 12 حزيران / يونيو، بمشاركة 24 امرأة من سكان مدينة الرقة، في محاولة لدعم النساء على تأمين سبل عيش مستمرة وثابتة لهن عبر برنامج تدريب مكثف، بالإضافة إلى تدريبات في مجال التسويق المهني على مدار شهرين ونصف. 

ويدعم السياق العام للمشروع إعادة دمج المتدربات في سوق العمل بما يتلاءم مع خطة توفير الدعم الفني والتقني لهن، ومساعدتهن في الحصول على فرص عمل ثابتة، والتركيز على تحسين مستواهن الاقتصادي بما يتيح لهن الاعتماد على أنفسهن وتأمين دخل ثابت لأسرهن، وبما يحقق لهن استقلالاً مادياً. 

ويأتي المشروع في مرحلته الرابعة بعد تمكين مهارات (84 متدرباً ومتدربة) من سكان مخيم تل السمن ومدينة الرقة خلال المراحل الثلاث السابقة، في مهن: الخياطة بشقيها الرجالي والنسائي، والحلاقة بشقيها الرجالي والنسائي، والسباكة (التمديدات الصحية)، والديكور الداخلي والكهرباء المنزلية، بالإضافة إلى التدريبات الخاصة بالتسويق المهني.